زاخو (العراق) (رويترز) - تعهد الاكراد في المناطق الجبلية بشمال العراق بالدفاع عن انفسهم ضد الهجمات التركية بعدما اعتراهم الغضب جراء القصف المدفعي والجوي العنيف متهمين القوات التركية باستهداف قراهم.
وعبرت قوات تركية تدعمها الطائرات والمدفعية حدود المنطقة الكردية بشمال العراق التي تتمتع بحكم ذاتي إلى حد كبير يوم الخميس الماضى لطرد انفصاليين اكراد من مخابئهم في الجبال التي ينطلقون منها لشن هجمات على جنوب تركيا.
وفيما واصلت القوات التركية يوم الاحد توغلها تقوم شاحنات وحافلات صغيرة محملة بقوات البشمركة بدوريات على الطرق الجبلية التي يغطيها الجليد.
وتعهد أفراد قوات البشمركة الذين كانوا يحملون بنادق ايه كيه 47 بمحاربة القوات التركية اذا بقت أطول من اللازم.
وحتى الآن نأت البشمركة بنفسها عن العمليات العسكرية التركية التي تجري في مناطق جبلية نائية يندر بها السكان. ويعتبر مسؤولون اكراد المنطقة خارج نطاق سيطرتهم.
وقال رشيد غازي (53 عاما) وهو من مقاتلي البشمركة "نفد صبرنا ازاء قصف الجيش التركي لمنطقتنا. سنواجههم اذا توغلوا بقواتهم أكثر من ذلك او حاولوا احتلال منطقتنا."
كان غازي فلاحا في قرية صغيرة قرب الحدود التركية لكنه فر منها العام الماضي عقب قصفها من جانب طائرات تركية وبعدما فقد عمله ونفذ ماله قرر الانضمام إلى البشمركة.
ويوم السبت حذرت القيادة في منطقة كردستان العراق من ان اي استهداف للمدنيين الاكراد سيقابل "بمقاومة شديدة" من قوات البشمركة.
وتقول تركيا انها تقوم بعمليات محدودة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تحمله مسؤولية مقتل نحو 40 ألف نسمة منذ أن بدأ حركته المسلحة في عام 1984. ويقول مسؤولون أمريكيون ان انقرة قدمت تأكيدات بانها ستبذل قصارى جهدها لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين.
ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين ولكن سكان القرى القريبة من الحدود يقولون ان القصف المدفعي والغارات الجوية يستهدف قراهم.
ويقول رمزي حسن (43 عاما) "يواصل الاتراك قصف قريتنا ولا يتوقف القصف أبدا بحجة ان حزب العمال الكردستاني قريب."
وفر البعض من قراهم وقال رجل اكتفى بذكر اسمه الأول عثمان انه ترك منزله هو وزوجته واطفاله الستة على عجل حين بدأ القصف يوم الخميس وقال إنه ينوي العودة فقط لانقاذ الماعز والخراف.
وتحدث البعض الاخر بتحد أكبر.
فخليل محمد فقد شقيقه جراء القصف التركي في عام 1997 والآن يريد المقاتل الذي انضم إلى قوات البشمركة ان تخرج تركيا من شمال العراق.
وقال "كان شقيقي فلاحا بسيطا ولكن صاروخا تركيا قتله أثناء نومه. هؤلاء الاتراك طغاة ينبغي ان نستعد لندافع عن انفسنا."